وطن يسقط فى عرض الطريق (جريدة شباب مصر)
حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
6/14/2008 5:23:00 PM
سقط الوطن فى عرض الطريق من شدة الأعياء ومن جهل وجاهلية ابنائه ومن ثقل الهموم والأحزان ، ضاعت بصلته فضل طريقه وتاهت سفنه فى البحار وغابت عن ناظريه مرافئ الأمان وتكسرت أشرعته فلم يعد قادراً على الإبحار ، جلس القرفصاء ولم يعد قادراً على القيام والنهوض ولم يعد حتى قادراً على النوم مع النيام فهل نتركه هكذا معذباً معلقاً بين اليأس والرجاء أم نسعفه ونساعده كى تنتصب قامته وتعلو هامته لتشق عنان السماء ولا نكرر خذلانه ونزيد أحزانه ..
أعتقد أنه لم يعد لديناأو لدى الوطن وقت لنخذله أو لنصدمه فمصر تجرعت كثيراً من الخذلان وفى حاجة ماسة وفورية لجهود صادقة من أبنائها المخلصين لتتغلب على آلامها وتصل للخلاص ..
وأولى مراحل الخلاضص هو القضاء على الفساد والمفسدين ، الفساد الذى يضرب بأطنابه فى كل أرجاء مصر ويعشش فى كل شبر منها لانستثنى من ذلك إلا بعض الشرفاء فى كل قطاع من قطاعات الوطن وهؤلاء هم المخلصون المعقود عليهم الأمل فى كل إصلاح نرجوه ..
وصدقونى هناك شريحة كبرى ليست فاسدة بطبيعتها بل قد تكون دفعت دفعاً لممارسة الفساد بسبب عجز الدولة عن توفير فرص عمل أو عجزها عن منح أجور كافية لموظفيها وعامليها ليحيوا حياة كريمة وهى تعلم أن احتياجاتهم ومتطلباتهم أكثر بكثير مما تمنحهمو ومما يجعلهم دوماً يعيشون المعاناة ، معاناة ممارسة الحياة فى حدها الأدنى ورغم تلك المعاناة فأننا نجد الدولة تقف فى كثير من الأحيان عاجزة بل ومتفرجة ولا تستطيع تقديم يد العون والمساعدة لهم وكأن لسان حالها يقول لهم ما باليد حيلة أذهبو فإستكملوا أحتياجاتكم بمعرفتكم أى عن طريق الرشوة أم الفساد والبلاء ..
ليس هذا دفاعاً عن الفاسدين والمفسدين بل تشخيص لحال شريحة عظمى يمكن أن تعود إلى جادة الصواب والطريق القويم لو وجدت كفايتها فى حدها الأدنى وتنضم إلى كتائب الأطهار فى مصر..
إن أشد ما يؤلم هو رؤية القروح والجروح والبثور على وجه هذا الوطن وكل الجروح تهون إلا جرحاً قد ينقلب إلى جرحاًغائراً عضالاً وبشعاً و داء مزمنً غير قابل للشفاء والجرح المقصود هو فساد التعليم فى مصر فهذه مصيبة المصائب وجرح الجروح لأن الفساد فى التعليم هو فساد وافساد لكل عقول ونفوس الوطن هو ولادة أجنة مشوهة لتحمل بعد سنوات بيارق الوطن الغالى ، فهم قضاته وأطبائه ومهندسيه ومحاسبيه ومحاميه ومشرعيه فى الغد القريب ولكم أن تتخيلوا وطناً يحمل لوائه وبيرقه تلك الأجنة المشوهة أبناء الزمن الفاسد..
ياساده أثناء الحرب العالمية الثانية كانت المانيا تحاصر فرنسا وتنتظر تسليمها بعد قليل وسقوطها كالتفاحة فى سلة الغنائم الألمانية ، وسط كل هذا سأل ديجول رجال حكومته كيف حال التعليم وكيف حال القضاء ؟ فكان الرد مدهشاً المعلمون والطلاب منتظمون فى مدارسهم وكلياتهم والقضاة يقومون بعملهم ولا أحد يشتكى من ظلم واقع عليه فقال ديجول قولته الشهيرة إذاً فرنسا ستنتصر !! وكانت مقولته هذه تبدو كنوع من العبث أو ضرب من ضروب الجنون بسبب ماكانت عليه فرنسا من حصار ، وتحققت نبؤة الرجل وأنتصرت فرنسا لأن أبنائها مدرسين وطلاب وقود نهضتها و نصرها وعقولها المفكرة والمبدعة لم تهجر المدارس والجامعات ، وقضاتها أقاموا ميزان العدل بين الناس ولم يضيعوا حق ضعيف ولم يكن بينهم مظلوم لذا لم يتخلف أو ويتخاذل أحد فى الدفاع عن وطنه الذى لم يضيع له فيه حقاً ولم يتجبر عليه فيه أحداً كائناً من كان ..
التعليم ينادينا يصرخ فينا علنا نستيقظ أو نستفيق وننقذ وطن أصبح على حافة الهاوية ، هاوية السقوط المريع فى بئر النسيان الأنسانى
الإستراتيجية غائبة أو مغيبة عمداً وقسراً ومتروكة لأهواء واجتهادات من يتولون أمر التعليم دون التزام باستراتيجية وطنية ثابته .. اساليب وسياسات التعليم فاشلة وعقيمة وبدرجة مبهرة وغير مسبوقة.. القائمين بالعملية التعليمية يتصفون بالقصور الشديد ومتمسكون بالطرق التقليدية غير المتطورة ومحتواهم ومناهجهم فاشلة وطرحهم أفشل ..ويبدو أن فى ذلك مصلحة لهم فهم المتربحون الرئيسيون من وراء ذلك ولما لا وهم يطرحون كتب عقيمة لا شرح فيها ولا استفادة منها عامدون متعمدين من أجل طرح كتبهم الخارجية الشخصية ذات الشرح الوافى والكافى لإدرار الربح من جيوب الفقراء .. حضور هيئة التدريس والطلاب غير متحقق فى المراحل التى تلى التعليم الإبتدائى .. المدرسون يتغيبون عن المداريس عمداً من أجل الدروس الخصوصية وكذلك الطلاب والإدارة تقوم بالتغطية على كلا الطرفين .. الغش صار أمراً عادياً وحقاً مكتسباً بقوة العرف والواقع والوزارة ربما تغض الطرف عن ذلك والطالب يمارسه ببجاحة ولجاجة ووقاحة وبمساعدة أولياء الأمور الذين يوفرون لهم كافة أسباب الغش من وسائل تكنولوجية مثل السماعات والموبايلات ألخ .كما يقومون بشراء لجان بأكملها وهذا نوعاً جديد من البيع والشراء !! نعم يتم شراء اللجنة( أى رشوتهم ) من رئيس اللجنة الى الملاحظين ضعاف النفوس بحيث لايتم دخول الملاحظين أصحاب الضمير الحى والمنضبطين إلى لجنة نجل الذى ساهم فى شراء اللجنة ويستبدل بآخر ممن إستحلوا الحرام وباعوا ذممهم .. وبعد فالموضوع كبير وخطير ويحتاج إلى العلاج الفورى وبتر كل المفسدين لأنهم يفسدون وطن بأكمله وينشروا الظلام فى أرجائه.. ولنسأل أنفسنا دائماً هل سنظل نعيش عالة ومتطفلين على العالم المتقدم ونستهلك منتجاته ومخترعاته دون أن نساهم أو نقدم للبشرية شئ مفيد حتى لو كان قليلاً ... hamed_elatiar@yahoo.com
حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
6/14/2008 5:23:00 PM
سقط الوطن فى عرض الطريق من شدة الأعياء ومن جهل وجاهلية ابنائه ومن ثقل الهموم والأحزان ، ضاعت بصلته فضل طريقه وتاهت سفنه فى البحار وغابت عن ناظريه مرافئ الأمان وتكسرت أشرعته فلم يعد قادراً على الإبحار ، جلس القرفصاء ولم يعد قادراً على القيام والنهوض ولم يعد حتى قادراً على النوم مع النيام فهل نتركه هكذا معذباً معلقاً بين اليأس والرجاء أم نسعفه ونساعده كى تنتصب قامته وتعلو هامته لتشق عنان السماء ولا نكرر خذلانه ونزيد أحزانه ..
أعتقد أنه لم يعد لديناأو لدى الوطن وقت لنخذله أو لنصدمه فمصر تجرعت كثيراً من الخذلان وفى حاجة ماسة وفورية لجهود صادقة من أبنائها المخلصين لتتغلب على آلامها وتصل للخلاص ..
وأولى مراحل الخلاضص هو القضاء على الفساد والمفسدين ، الفساد الذى يضرب بأطنابه فى كل أرجاء مصر ويعشش فى كل شبر منها لانستثنى من ذلك إلا بعض الشرفاء فى كل قطاع من قطاعات الوطن وهؤلاء هم المخلصون المعقود عليهم الأمل فى كل إصلاح نرجوه ..
وصدقونى هناك شريحة كبرى ليست فاسدة بطبيعتها بل قد تكون دفعت دفعاً لممارسة الفساد بسبب عجز الدولة عن توفير فرص عمل أو عجزها عن منح أجور كافية لموظفيها وعامليها ليحيوا حياة كريمة وهى تعلم أن احتياجاتهم ومتطلباتهم أكثر بكثير مما تمنحهمو ومما يجعلهم دوماً يعيشون المعاناة ، معاناة ممارسة الحياة فى حدها الأدنى ورغم تلك المعاناة فأننا نجد الدولة تقف فى كثير من الأحيان عاجزة بل ومتفرجة ولا تستطيع تقديم يد العون والمساعدة لهم وكأن لسان حالها يقول لهم ما باليد حيلة أذهبو فإستكملوا أحتياجاتكم بمعرفتكم أى عن طريق الرشوة أم الفساد والبلاء ..
ليس هذا دفاعاً عن الفاسدين والمفسدين بل تشخيص لحال شريحة عظمى يمكن أن تعود إلى جادة الصواب والطريق القويم لو وجدت كفايتها فى حدها الأدنى وتنضم إلى كتائب الأطهار فى مصر..
إن أشد ما يؤلم هو رؤية القروح والجروح والبثور على وجه هذا الوطن وكل الجروح تهون إلا جرحاً قد ينقلب إلى جرحاًغائراً عضالاً وبشعاً و داء مزمنً غير قابل للشفاء والجرح المقصود هو فساد التعليم فى مصر فهذه مصيبة المصائب وجرح الجروح لأن الفساد فى التعليم هو فساد وافساد لكل عقول ونفوس الوطن هو ولادة أجنة مشوهة لتحمل بعد سنوات بيارق الوطن الغالى ، فهم قضاته وأطبائه ومهندسيه ومحاسبيه ومحاميه ومشرعيه فى الغد القريب ولكم أن تتخيلوا وطناً يحمل لوائه وبيرقه تلك الأجنة المشوهة أبناء الزمن الفاسد..
ياساده أثناء الحرب العالمية الثانية كانت المانيا تحاصر فرنسا وتنتظر تسليمها بعد قليل وسقوطها كالتفاحة فى سلة الغنائم الألمانية ، وسط كل هذا سأل ديجول رجال حكومته كيف حال التعليم وكيف حال القضاء ؟ فكان الرد مدهشاً المعلمون والطلاب منتظمون فى مدارسهم وكلياتهم والقضاة يقومون بعملهم ولا أحد يشتكى من ظلم واقع عليه فقال ديجول قولته الشهيرة إذاً فرنسا ستنتصر !! وكانت مقولته هذه تبدو كنوع من العبث أو ضرب من ضروب الجنون بسبب ماكانت عليه فرنسا من حصار ، وتحققت نبؤة الرجل وأنتصرت فرنسا لأن أبنائها مدرسين وطلاب وقود نهضتها و نصرها وعقولها المفكرة والمبدعة لم تهجر المدارس والجامعات ، وقضاتها أقاموا ميزان العدل بين الناس ولم يضيعوا حق ضعيف ولم يكن بينهم مظلوم لذا لم يتخلف أو ويتخاذل أحد فى الدفاع عن وطنه الذى لم يضيع له فيه حقاً ولم يتجبر عليه فيه أحداً كائناً من كان ..
التعليم ينادينا يصرخ فينا علنا نستيقظ أو نستفيق وننقذ وطن أصبح على حافة الهاوية ، هاوية السقوط المريع فى بئر النسيان الأنسانى
الإستراتيجية غائبة أو مغيبة عمداً وقسراً ومتروكة لأهواء واجتهادات من يتولون أمر التعليم دون التزام باستراتيجية وطنية ثابته .. اساليب وسياسات التعليم فاشلة وعقيمة وبدرجة مبهرة وغير مسبوقة.. القائمين بالعملية التعليمية يتصفون بالقصور الشديد ومتمسكون بالطرق التقليدية غير المتطورة ومحتواهم ومناهجهم فاشلة وطرحهم أفشل ..ويبدو أن فى ذلك مصلحة لهم فهم المتربحون الرئيسيون من وراء ذلك ولما لا وهم يطرحون كتب عقيمة لا شرح فيها ولا استفادة منها عامدون متعمدين من أجل طرح كتبهم الخارجية الشخصية ذات الشرح الوافى والكافى لإدرار الربح من جيوب الفقراء .. حضور هيئة التدريس والطلاب غير متحقق فى المراحل التى تلى التعليم الإبتدائى .. المدرسون يتغيبون عن المداريس عمداً من أجل الدروس الخصوصية وكذلك الطلاب والإدارة تقوم بالتغطية على كلا الطرفين .. الغش صار أمراً عادياً وحقاً مكتسباً بقوة العرف والواقع والوزارة ربما تغض الطرف عن ذلك والطالب يمارسه ببجاحة ولجاجة ووقاحة وبمساعدة أولياء الأمور الذين يوفرون لهم كافة أسباب الغش من وسائل تكنولوجية مثل السماعات والموبايلات ألخ .كما يقومون بشراء لجان بأكملها وهذا نوعاً جديد من البيع والشراء !! نعم يتم شراء اللجنة( أى رشوتهم ) من رئيس اللجنة الى الملاحظين ضعاف النفوس بحيث لايتم دخول الملاحظين أصحاب الضمير الحى والمنضبطين إلى لجنة نجل الذى ساهم فى شراء اللجنة ويستبدل بآخر ممن إستحلوا الحرام وباعوا ذممهم .. وبعد فالموضوع كبير وخطير ويحتاج إلى العلاج الفورى وبتر كل المفسدين لأنهم يفسدون وطن بأكمله وينشروا الظلام فى أرجائه.. ولنسأل أنفسنا دائماً هل سنظل نعيش عالة ومتطفلين على العالم المتقدم ونستهلك منتجاته ومخترعاته دون أن نساهم أو نقدم للبشرية شئ مفيد حتى لو كان قليلاً ... hamed_elatiar@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق