الثلاثاء، 8 يوليو 2008

إسرائيل تخشى إنتقاماً سورياً

. إسرائيل تخشى إنتقاماً سورياً ( جريدة البديل )بواسطة حامد عبد الحليم الأطير . صحفى, on 27-04-2008 06:01 أطمأن المسئولين العسكريين الإسرائيليين رفيعى المستوى وعلى رأسهم السيد إيهود باراك وزير الحربية- وليس وزير الدفاع - بأن الضربه الجوية التى وجهها لإحدى المنشآت العسكرية السورية فى سبتمبر 2007 قد تمت بنجاح ليس فقط لأن قواته الجويه دمرت هدفها ، بل لأن تلك الضربة زرعت الخرس على الألسنة السورية وأصابت كل الأسلحة السورية بالشلل والصمم والعمى فلم تستطع صد العدوان أو على الأقل تكبيد الإسرائيليين ولو قليلاً من الخسائر أو حتى خسائر رمزية. .كما أطمأنه أيضاً بأن الإعلان الذى تم أخيراً عن طبيعة المنشأة التى تم تدميرها وعن طبيعة العلاقة النووية بين سوريا وكوريا الشمالية لن يجعل السيد بشار الأسد يشعر بالحرج تجاه الداخل السورى ولن يدفعه إلى خطوه متهورة غير محسوبة لأنه من الزعماء الذين نحسبهم على قدر كبير من التعقل والعقلانية حتى لو رأى طلائع القوات الإسرائيلية على مشارف دمشق العاصمة فستظل عقلانيته هى سيد الموقف . .ياسيد باراك لايتملكك كل هذا الحذر والترقب والخشية من رد فعل الأسد فهو كبقية أسود الغابة العربية المبجلين قد نزعت إنيابهم وقلمت مخالبهم وأصيبوا بعمى البصر والبصيرة . .

الأعدام للقتلة الغشاشين

الإعدام للقتلة الغشاشين (جريدة أخبار مصر) 2008-03-27 02:35:03

بقلم / حامد عبد الحليم الأطير

من حق أصحاب الضمائر الميتة والذمم الخربة والنفوس الشائهة المشوهة أمثال هؤلا ء أن يطعمونا السموم ، ولما لايفعلون ؟ ومواد القانون المتعلقة بسلامة طعام المصريين ليست بالقوة الرادعة لهؤلاء . والجهات القائمة على تنفيذها يدها رخوة وتغمض العين فى كثير من الأحيان مقابل إتاوة من أصحاب هذه المصانع بحجة ضعف المرتبات وعدم قدرتها على الوفاء بإحتياجاتهم الحياتية البسيطة. وتسميم الطعام وغشه لايقتصر على اللحوم بل صار الغش يضرب بأطنابه وطال كل الطعام المصرى إلا قليلاً فالفاكهة يسخدموا لها الهرمونات لإنضاجها وتكبير أحجامها والخضراوات المنتجة فى البيوت المحمية (الصوبات) فى غير مواسمها يستخدموا الكيماويات والمبيدات القاتلة للقضاء على حشرات وآفات الصوب وتطرح هذه المنتجات المدمرة و المشبعة بالمبيدات لتفتك بأجساد وأكباد هذا الشعب المسكين والألبان والأجبان يضاف اليها مواد مسرطنة وأقلها الفورمالين وأصحاب مزارع الدواجن يضيفوا أدوية معينة وهرمونات محرمة إلى غذائها لزيادة وزن الدجاج وبالتالى تقصير عمر الدورة الأنتاجية لخفض التكاليف وتحقيق ألأرباح المحرمة وزيادة أعداد مرضى الفشل الكلوى والكبد والسرطان وكذلك مزارع الأسماك التى تضيف هرمونات لتوحيد نوع السمك ومنع التكاثر وبالتالى زيادة الحجم وزيادة الربح الملوث
والأخطر من هذا كله غش الأدوية وأحياناً إستخدام إعادة بيع الدواء منتهى الصلاحية بعد تغيير الأستيكر وبدلاً من أن يكون سببً للشفاء يصبح سبباً فى الوفاة العاجلة. هذه مجرد أمثلة للغش القاتل . والسؤال هو وما الحل؟ الحل هو فى تشديد العقوبة على هؤلاء القتلة السفاحون وان ينص القانون وبوضوح على إعتبار ا من يقوم بغش الدواء أو الغذاء بأى شكل مباشر أو غير مباشر والمساهمة فى هذا الغش بأى نسبة كثرت أم قلت أنه قاتل أثيم وتوجه له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لأنه يعلم يقيناً وبوضوح لالبس فيه أنه بفعله هذا سيقتل غيره أو سيورثه مرضاً مزمناً لاشفاء منه ويجب عدم الرأفة مع هؤلاء وأن تعلن اسمائهم وموعد تنفيذ الحكم فيهم فى وسائل الإعلام المختلفة وإعتبار هذه الجريمة من الجرائم المخلة بالشرف و ليورث من يرتكب تلك الجريمة أولاده وأهله العار ليكونوا عبرة لكل من يريد العبث بصحة المصريين . وبدون ذلك سيظل هؤلاء الفاسدين يقتلوننا.

رسالة الى معالى وزير الزراعة


رسالة إلى معالى / وزير الزراعة (جريدة الوسط)
مصر-حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
28 مايو 2008 - 03:01 صباحا 4/30/2008 12:01:00 AM تبدو للعيون صغيرة وغير ذات قيمة ولكنها والله لو تعلمون هامة وعظيمة ولها الف قيمة وقيمة ، تلك هى المساحات الشاسعة الضائعة دون إستخدام مفيد ودون إستغلالها بشكل إقتصادى رشيد ومثمر .. وهذه المساحات المقصودة ليست فى الصحراء القاحلة المحرومة من المياه بل هى فى قلب دلتا مصر الخصيبة وترتوى كل حين وآن بمياه النيل العذبة ورغم هذا فهى لا تلقى إلا الإهمال ولاتُستغل الإستغلال الأمثل .. تلك هى الفواصل والحدود التى تفصل بين ملكيات الفلاحين من الأراضى الزراعية والتى تتمثل فى قناة فاصلة صغيرة وضفتين لتلك القناة لو تم قياسهم لن يقلوا فى عرضهم بأى حال عن متر أما طولهم فهو بطول وعرض الأرض الزراعية فى مصر.. وللعلم فتلك الحدود والفواصل كثيرة جداً لأن الأرض الزراعية التى أممتها الثورة تم توزيعها على الفلاحين بعد تقسيمها إلى مساحات صغيرة لاتتعدى الخمسة أفدنة وبالتالى كان لابد من فصل تلك المساحات بعضها عن بعض والسبيل لذلك كان تلك القناة وضفتيها . وأقتراحى هو أن يتم ردم تلك القنوات وإزالة ضفتيها والقيام بزراعتها وأن يحل محلهم فى فصل الملكية علامات خرسانية أو حديدية على شكل عمودين (خوازيق اسمنتية) بين كل ملكيتين ، أحدهما فى أول الحد أو الفاصل والثانى فى آخره بحيث يكون هناك خطاً رفيعاً مثل الخط الذى يشطر ملعب كرة القدم لشطرين وسيكون خطاً وهمياً رغم حقيقيته . . والأمر قد يبدو مضحكاً أو تافهاً للبعض ولكنه فى حقيقة الأمر نافعأ أشد النفع ولو تم حصر تلك الحدود الفاصلة وقيست أطوالها x عرضها ستعطى مساحة رهيبة تعادل مئات الألاف من الأفدنة المهملة والمتروكة بدون زراعة وهى من أجود وأخصب أراضى مصر الزراعية ولن تكلفنا شئ يذكر إذا ما تم العمل بهذا الإقتراح .. كما أننى أتوجه للسيد وزير الزراعة بالعمل على توعية السادة الفلاحين بأهمية إستغلال كل المساحات المهدرة- وهى كثيرة- بشكل إقتصادى فعال ومنها على سبيل المثال الأجران وشواطئ الترع والمساقى وحول طرق السكك الحديدية وحول الطرق الزراعية وحول طرق السيارات الأسفلتية والترابية وغيرها .. ولك أن تتخيل أن هذة المساحات قد تم زراعتها بالأشجار المثمره مثل الليمون والمانجو والبرتقال والزيتون والموز والجوافة بدلا من الأشجار غير الخشبية وغير المثمرة التى نشاهدها والتى يتم زراعتها من أجل الظل فقط والذى يمكن الحصول عليه من الأشجار المثمرة . أعتقد أن ذلك لوتم سيوجد وفرة من هذه الفواكه للسوق المحلى وكذلك سيكون هناك وفرة للتصدير أيضاً .. وكذلك سيتم توفير مليارات الجنيهات قد يتم صرفها لإستصلاح نفس المساحة فى الأراضى الصحراوية .. ونأمل فى سبيل ذلك قيام وزارة الزراعة بحملة توعية عن طريق جمعياتها الزراعية ومهندسيها ومشرفيها وكذلك عن طريق حملة إعلامية مستمرة ويا حبذا لو قامت بتوزيع شتلات هذه الأشجار مجاناً على الفلاحين . وأعتبر مقالى هذا رسالة مفتوحة للسيد أمين أباظة وزير الزراعة لدراسة هذا الإقتراح وكذلك فهو مطروح للجمهور من الساده القراء لإبداء رأيهم فيه . حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى hamed_elatiar@yahoo.com

أفصحوا عن اسباب نقل القضاة


أفصحوا عن اسباب نقل القضاة (جريدة شباب مصر الإسبوعية) العدد113 23/6/2008
حامد عبد الحليم الأطير . صحفى
لماذا تم نقل هؤلاء القضاة الى وظائف اخرى غير قضائية ؟؟ أو بالأحرى عزلهم قضائياً .. كنا فى إحتياج الى الكشف عن الأسباب وراء ذلك ولا أعفى المحرر من من التقصير فى السعى لمعرفة تلك الأسباب وطرحها على القراء من خلال الخبر أعلاه..وعلى كلاً فأن النقل تم بعد مذكرة وزير العدل مشمولة بنتائج التحقيقات التى أجراها معهم مجلس الصلاحية بوزارة العدل مما يعنى أن هناك خروجاً من قبل هؤلاء على مقتضيات وظيفتهم أو إرتكابهم شبهة إنحراف لا تليق بهم أدى للتحقيق معهم أو هى حلقة من حلقات الصراع القائم بين وزير العدل منذ مجيئه للوزارة وبين قطاع عريض من القضاة وماالصراع الذى كان فى إنتخابات نادى القضاة ببعيد.. ويظل الأمر مفتوحاً للإجتهاد لمعرفة السبب وراء هذا النقل طالما ان التفسير لم يقدم من وزارة العدل أو من محرر الخبر ..ورغم احترامنا الكامل والتام للقضاء إلا أنه من حق الشعب المصرى ان يعرف الأسباب الكاملة التى أدت لهذا النقل خاصة وأن القضاة هم ضمير المجتمع وحماته ورمانة ميزانه وحملة لواء عدالته وأى خلل فى هذا القطاع يؤدى إلى خلل فى المجتمع وضياع الحق والحقوق بين الناس .. والقضاء وظيفة سامية ولكنها تبقى وظيفة كالوظائف الأخرى يكافئ فيها من يجيد ويعاقب فيها من يقصر أو ينحرف وعليه فيجب الإعلان فوراً وبلا تباطؤ عن الأفعال التى أرتكبوها وأدت لنقلهم ..ويبقى أن نشير الى اننا فى مصر المحروسة نتبع مبدأ غريب وعجيب فى شأن العقاب الإدارى وهو مبدأ النقل سواء الى مكان بعيد أو الى قطاع آخر كما هو الحال فى حالتنا هذة والخاصة بالقضاء ..وكم من مرة وكثيراً ماقرأنا عن قيام أحد الوزراء كوزير الصحة أو وزير التعليم أو غيرهم من الوزراء بنقل أحدهم الى مكان نائى وذلك لإرتكابه مخالفات وظيفية قد تصل الى حد التجريم .. والسؤال هو هل هذا النقل لن يجعل هذا الموظف يمارس فساده ومخالفاته فى المكان الذى نقل اليه ؟؟ ولماذا نبتلى به وبفساده مكاناً أو قطاعاً آخر ؟؟ ولماذا لايكون العزل الوظيفى هو العقاب والعلاج لظاهرة الإنحرافات الوظيفية ؟؟ دمت لنا يا مصر يا بلد العجايب !!
hamed_elatiar@yahoo.com

مصر لم تكن بلد الكأس والغانية

د. صلاح عوده القاطن بالقدس المحتلة ..مالكم ومال مصر و الشعب المصرى وإلى متى يظل كل من تسول له نفسه وكل من هب ودب يتطاول على هذا البلد الأمين وهذا الشعب العظيم .. أم تظن أن حرف الدال الذى يسبق أسمك سيعطيك العصمة ويمنعنا من ردك عن غيك المكتوب ..د. صلاح عودة لقد أخطأت خطأ فادح وغير مقبول فى الإستدلال الذى سقته فى مقالك حين أتيت بمقولة بونابرت ( أعطنى كأساً وغانية أسخر لك الشعب المصرى كله ) !!مادخل تلك العبارة لنابليون فى حديثك عن تدهور اللغة العربية لمليار ونصف عربى ..وإن كنت تريد المطابقة بين ما يحدث اليوم من انفلات وانحطاط فى اللغة والغناء خاصة والذى ركزت عليه كمظهر من مظاهر التدهور للغة وبين ما قاله نابليون قبل أحتلاله مصر فقد أخطأت. .وأنى أسألك هل صدقت مقولة بونابرت عن مصر ؟؟ حتى تستجلبها وتستدعيها من الماضى لتقارنه بحاضر متهاوى ..أجيبك أنا أيها الدكتور لأنك لا تعلم وهذه مصيبة أو علموك علم خاطئ وهذه مصيبة أكبر .. نابليون لم يجد فى مصر شعباً من السكارى أو حارات ملأى بالمعربدين والشواذ ولا بالمتعطشين للخمر والنساء حتى يأتى لهم بالخمر والغانيات وبما يغريهم للتفريط فى وطنهم .. نابليون وجد شعباً من الأبطال الذى ورغم محاولة نفاقهم هو وبعض قواده وإعلان بعضهم إسلامه ليكسبوا المصريين الى جانبهم فى صراعهم الدائم مع إنجلترا إلا أنهم قاوموه مقاومة شرسة وما ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد الفرنسيين بخافية على أحد .. ولم تمض ثلاث أعوام إلا وكان نابليون مهزوماً مدحوراً وأجبره المصريون على الجلاء والرحيل بلا عودة فى العام 1801..الدكتور عوده هكذا يتبين لكل ذى فهم أن المصريين وتحت ظلم أى إستعمار أحتلهم وقد مر عليهم من الإستعمار الكثير لم يفرطوا بأرضهم يوماً ما ولم يبيعوها لمحتل ولم يتركوها ويستسهلوا الهجرة والرحيل إلى بلاد غيرهم كما فعلت شعوباً أخرى وأراحوا روؤسهم من وجع المقاومة والتصدى وحقنوا دمائهم واستكثروا إراقتها على تراب أوطانهم الغالية وتفرغوا فقط لإراقة دماء الشعوب الأبية العظيمة على صفحات الأوراق التى تشمئز مما يكتبون ..الدكتور عودة كلمة أخيرة أقولها للكتبة فى الوطن العربى .. حين تريدون مهاجمة ديكتاتورية الأنظمة العربية والفقر فى الدول العربية وتدهور اللغة وغيرها من الموبقات فى الدول العربية لا تجدوا ولا تجيدوا إلا التحدث عن كل ذلك فى مصر .. وكأن الوطن العربى بموبقاته ومثالبه هو مصر فقط ..هل تعلم لماذا ؟ لأنهم لن يسحلوا ولن يقتلوا أو يغتالوا ولن يطاردوا وهم يتحدثون عن مصر أما إذا جربوا وتحدثوا عن ذلك فى دولة ما من دولك العريية فيا ويلهم وويل أهلهم وعشيرتهم .. ونحن المصريون مدركون لذلك ولذا فلا تثريب اليوم عليهم لأننا لا نريد لروؤسهم أن تقطع ولا لعائلاتهم أن تشرد ..وأبقى يا مصر يا أم التاريخ ومخزنه ومخزون حكمته سامقة أبية خالدة لا يضيرك تقافز بعض القردة هنا أو هناك على أحد أغصانك .. دمت لنا يا مصر مادام للعالم بقية hamed_elatiar@yahoo.com

وطن يسقط فى عرض الطريق

وطن يسقط فى عرض الطريق (جريدة شباب مصر)
حامد عبد الحليم الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
6/14/2008 5:23:00 PM
سقط الوطن فى عرض الطريق من شدة الأعياء ومن جهل وجاهلية ابنائه ومن ثقل الهموم والأحزان ، ضاعت بصلته فضل طريقه وتاهت سفنه فى البحار وغابت عن ناظريه مرافئ الأمان وتكسرت أشرعته فلم يعد قادراً على الإبحار ، جلس القرفصاء ولم يعد قادراً على القيام والنهوض ولم يعد حتى قادراً على النوم مع النيام فهل نتركه هكذا معذباً معلقاً بين اليأس والرجاء أم نسعفه ونساعده كى تنتصب قامته وتعلو هامته لتشق عنان السماء ولا نكرر خذلانه ونزيد أحزانه ..
أعتقد أنه لم يعد لديناأو لدى الوطن وقت لنخذله أو لنصدمه فمصر تجرعت كثيراً من الخذلان وفى حاجة ماسة وفورية لجهود صادقة من أبنائها المخلصين لتتغلب على آلامها وتصل للخلاص ..
وأولى مراحل الخلاضص هو القضاء على الفساد والمفسدين ، الفساد الذى يضرب بأطنابه فى كل أرجاء مصر ويعشش فى كل شبر منها لانستثنى من ذلك إلا بعض الشرفاء فى كل قطاع من قطاعات الوطن وهؤلاء هم المخلصون المعقود عليهم الأمل فى كل إصلاح نرجوه ..
وصدقونى هناك شريحة كبرى ليست فاسدة بطبيعتها بل قد تكون دفعت دفعاً لممارسة الفساد بسبب عجز الدولة عن توفير فرص عمل أو عجزها عن منح أجور كافية لموظفيها وعامليها ليحيوا حياة كريمة وهى تعلم أن احتياجاتهم ومتطلباتهم أكثر بكثير مما تمنحهمو ومما يجعلهم دوماً يعيشون المعاناة ، معاناة ممارسة الحياة فى حدها الأدنى ورغم تلك المعاناة فأننا نجد الدولة تقف فى كثير من الأحيان عاجزة بل ومتفرجة ولا تستطيع تقديم يد العون والمساعدة لهم وكأن لسان حالها يقول لهم ما باليد حيلة أذهبو فإستكملوا أحتياجاتكم بمعرفتكم أى عن طريق الرشوة أم الفساد والبلاء ..
ليس هذا دفاعاً عن الفاسدين والمفسدين بل تشخيص لحال شريحة عظمى يمكن أن تعود إلى جادة الصواب والطريق القويم لو وجدت كفايتها فى حدها الأدنى وتنضم إلى كتائب الأطهار فى مصر..
إن أشد ما يؤلم هو رؤية القروح والجروح والبثور على وجه هذا الوطن وكل الجروح تهون إلا جرحاً قد ينقلب إلى جرحاًغائراً عضالاً وبشعاً و داء مزمنً غير قابل للشفاء والجرح المقصود هو فساد التعليم فى مصر فهذه مصيبة المصائب وجرح الجروح لأن الفساد فى التعليم هو فساد وافساد لكل عقول ونفوس الوطن هو ولادة أجنة مشوهة لتحمل بعد سنوات بيارق الوطن الغالى ، فهم قضاته وأطبائه ومهندسيه ومحاسبيه ومحاميه ومشرعيه فى الغد القريب ولكم أن تتخيلوا وطناً يحمل لوائه وبيرقه تلك الأجنة المشوهة أبناء الزمن الفاسد..
ياساده أثناء الحرب العالمية الثانية كانت المانيا تحاصر فرنسا وتنتظر تسليمها بعد قليل وسقوطها كالتفاحة فى سلة الغنائم الألمانية ، وسط كل هذا سأل ديجول رجال حكومته كيف حال التعليم وكيف حال القضاء ؟ فكان الرد مدهشاً المعلمون والطلاب منتظمون فى مدارسهم وكلياتهم والقضاة يقومون بعملهم ولا أحد يشتكى من ظلم واقع عليه فقال ديجول قولته الشهيرة إذاً فرنسا ستنتصر !! وكانت مقولته هذه تبدو كنوع من العبث أو ضرب من ضروب الجنون بسبب ماكانت عليه فرنسا من حصار ، وتحققت نبؤة الرجل وأنتصرت فرنسا لأن أبنائها مدرسين وطلاب وقود نهضتها و نصرها وعقولها المفكرة والمبدعة لم تهجر المدارس والجامعات ، وقضاتها أقاموا ميزان العدل بين الناس ولم يضيعوا حق ضعيف ولم يكن بينهم مظلوم لذا لم يتخلف أو ويتخاذل أحد فى الدفاع عن وطنه الذى لم يضيع له فيه حقاً ولم يتجبر عليه فيه أحداً كائناً من كان ..
التعليم ينادينا يصرخ فينا علنا نستيقظ أو نستفيق وننقذ وطن أصبح على حافة الهاوية ، هاوية السقوط المريع فى بئر النسيان الأنسانى
الإستراتيجية غائبة أو مغيبة عمداً وقسراً ومتروكة لأهواء واجتهادات من يتولون أمر التعليم دون التزام باستراتيجية وطنية ثابته .. اساليب وسياسات التعليم فاشلة وعقيمة وبدرجة مبهرة وغير مسبوقة.. القائمين بالعملية التعليمية يتصفون بالقصور الشديد ومتمسكون بالطرق التقليدية غير المتطورة ومحتواهم ومناهجهم فاشلة وطرحهم أفشل ..ويبدو أن فى ذلك مصلحة لهم فهم المتربحون الرئيسيون من وراء ذلك ولما لا وهم يطرحون كتب عقيمة لا شرح فيها ولا استفادة منها عامدون متعمدين من أجل طرح كتبهم الخارجية الشخصية ذات الشرح الوافى والكافى لإدرار الربح من جيوب الفقراء .. حضور هيئة التدريس والطلاب غير متحقق فى المراحل التى تلى التعليم الإبتدائى .. المدرسون يتغيبون عن المداريس عمداً من أجل الدروس الخصوصية وكذلك الطلاب والإدارة تقوم بالتغطية على كلا الطرفين .. الغش صار أمراً عادياً وحقاً مكتسباً بقوة العرف والواقع والوزارة ربما تغض الطرف عن ذلك والطالب يمارسه ببجاحة ولجاجة ووقاحة وبمساعدة أولياء الأمور الذين يوفرون لهم كافة أسباب الغش من وسائل تكنولوجية مثل السماعات والموبايلات ألخ .كما يقومون بشراء لجان بأكملها وهذا نوعاً جديد من البيع والشراء !! نعم يتم شراء اللجنة( أى رشوتهم ) من رئيس اللجنة الى الملاحظين ضعاف النفوس بحيث لايتم دخول الملاحظين أصحاب الضمير الحى والمنضبطين إلى لجنة نجل الذى ساهم فى شراء اللجنة ويستبدل بآخر ممن إستحلوا الحرام وباعوا ذممهم .. وبعد فالموضوع كبير وخطير ويحتاج إلى العلاج الفورى وبتر كل المفسدين لأنهم يفسدون وطن بأكمله وينشروا الظلام فى أرجائه.. ولنسأل أنفسنا دائماً هل سنظل نعيش عالة ومتطفلين على العالم المتقدم ونستهلك منتجاته ومخترعاته دون أن نساهم أو نقدم للبشرية شئ مفيد حتى لو كان قليلاً ... hamed_elatiar@yahoo.com

الأنين فى كل جنبات الوطن

لقد تعب الناس فى بلادى ويئس البسطاء من العيش الكريم حتى فى أقل حدوده الممكنة واصبح الأنين مسموعاً فى كل جنبات الوطن وكثيراً ما يصل الأنين إلى حد الصراخ .. وأصبح الشعب كله تقريبا فئة واحدة هى فئة المتألمين المتوجعين.. فى الوقت الذى تنظر اليهم شذراً وإشمئزازاً فئة الصفوة لأن عويل وصراخ هؤلاء لمتألمين قد يزعجهم ويعكر عليهم صفوهم أحيانًا ..فئة الصفوة تلك التى تتمتع بكل خيرات ومكاسب هذا الوطن دون غيرهم تستكثر على المعذبين والمتألمين حتى التأوه والتوجع بل ويثير ذلك تحفظها وحفيظته وتحفزها ضدهم .. أختل ميزان العدل الأجتماعى وتجمعت ثروة وموارد الوطن فى يد أفراد لايمثلوا إلا شريحه ضئيلة للغاية ..هيمنوا وبسطوا نفوذهم على طول وعرض هذا الوطن الأمين ويرفضون أو يستكثرون القيام بواجبهم تجاه مجتمعهم الذى يعانى الأمرين الناتج عن التحول الحاد إلى نظام السوق الحر وإعتناق الرأسمالية مذهباً ولم يحاولوا التخفيف من وطأة وشدة معاناة جل شرائح المجتمع من الأثار السلبية لهذا التحول و نسوا مسئوليتهم تماماً فى الوقت الذى تحملها ومازال وسيظل يتحملها راضين وقانعين نظرائهم فى الغرب معقل النظام الرأسمالى ..والحكومة لم تلزمهم بشئ من تلك المسئولية بل و تعجز عن إلزامهم بشئ منها ..أنهم فقط يلهثون وراء السيطرة والإستئثار بمكاسب تلك المرحلة دون النظر إلى أى واجب إجتماعى تجاه الطبقات الأخرى.. ولقد فشلت الدولة فى إتخاذ تدابير وإجراءات تحمى بها فئات الشعب المتضررة من هذا التحول بل ووضعت نفسها فى سلة واحدة مع الفئة النخبوية المستغلة الحاصدة لمكاسب التحول المذكور بل وجعلتهم على رأس السلطة فعانى الشعب الأمرين .. مرة من إستأثارهم بالمكاسب الإقتصادية و مرة من نفوذهم السلطوى الذى و بالطبع لا يحمى إلا مكتسباتهم ومكاسبهم الطفيلية بما يتم إتخاذه من إجراءات و قوانين فى مواجهة باقى الفئات المطحونة ..والناظر للإحوال فى مصرنا يجد أن تلك الفئة قد قسمت وأقتسمت الوطن فيما بينها وجعلته كارتيل كبير كلاًًً يتحكم بموجبه فى شأن من شئون الشعب ويحتكره أحتكاراً تاماً سواء كان هذا الإحتكار أقتصادياً أو سياسياً ..حتى أن الفئات المتضررة من هذا الإحتكار سارت بقصد أو دون قصد على نفس النهج الإحتكارى فأصبح من قبيل العادى والمألوف أن يتم إحتكار كثير من الوظائف لأبناء العاملين فيها وتكون الأولوية فيها لهؤلاء الأبناء كوظائف القضاء والإعلام وهيئات التدريس الجامعى والشرطة وغيرها ربما لمحاولة الفوز ولو بالقليل من كعكة هذا الوطن فى ظل تكالب الجميع على الفوز بالمكاسب دون تحمل واجبات أو مسئوليات .. واعتقد أن الحكومة ساهمت بشكل كبير وغير مسبوق فى تكريس مفهوم القوة لدى طبقة الصفوة هذه بالسماح لها بالجمع بين سلطة المال وسلطة النفوذ وهى بذلك تعادى طبقات الشعب العريضة وتولد لديهم روح السخط وعدم الرضا بل وعدم الولاء حين يرون حزب رجال الأعمال والبزنس يتحكمون فى ثرواتهم وأقواتهم وحزباً واحد أوحد يحتكر حكم وطنهم... ليس هذا فحسب بل أن تلك الحكومة قامت بإثقال كاهل تلك الطبقات بتجميد الأجور وإطلاق يد المحتكرين لرفع الأسعار دون محاسبة أو مراقبة حتى من قبل جهاز حماية الإحتكار المزعوم (منع الإحتكار سابقاً ) والذى فشل فشلاً ذريعاً حتى الآن فى الوقوف فى وجه أباطرة المحتكرين أو الزود عن طبقات المجتمع المتضررة .. لقد كانت حجة الحكومة فى تفسيرها لإرتفاع الأسعار ساذجاً حيث تذرعت بالزيادة العالمية فى الأسعار وهى حقيقة لا ننكرها ولكن هل الحكومة تعطى للشعب المصرى أجوره طبقاً لمناسيب ومقاييس الدخل العالمية حتى يتحمل تلك الزيادات العالمية فى الأسعار من منطلق أن من له فى الغنم لابد وأن يتحمل ما عليه فى الغرم ..أعتقد أن الأجابة لا والف لا .. والحكومة أيضاً لا تدعم تلك الطبقات المتضررة لأن الدعم يذكر حين يكون الدخل ملبى لإحتياجات المواطن دون معاناة أوعوز وقتها إذا تدخلت الحكومة وأرادت أن تعطى مكرمة وتخفض من سعر سلعة أو لاترفع سعر تلك السلعة وأن تتحمل هى فرق السعر عندئذ يكون هناك دعم ..أما أن تتجمد الأجور ولا تزيد بنسب الزيادة السنوية للإسعار عندئذ تكون الحكومة قد إحتجزت جزء من دخل المواطن كان يستحقه ثم تستخدم هذا الدخل المحتجز فى مواجهة إرتفاع الأسعار وتطلق عليه دعماً.. أو حين تٌزيد الأجور بنسب غير مُحققة للتوازن بينها و بين الأسعار ثم تقوم بتدبير الموارد اللازمة لتمويل تلك الزيادات بإستقطاعها مقدماً من دخل هذة الفئات المطحونة وذلك برفع سعر بعض السلع والخدمات أو فرض رسوم و ضرائب عليها ولانجد أحد يتحمل عبء هذه الزيادات غيرهم !!! ..ولنا عبرة فى زيادات الأجور الوهمية فى أول مايو الحالى والتى قابلها رفع فورى قامت به الحكومة فى أسعار السجائر والسولار والديزل والبنزين وغيرها أى أنها تقوم بجباية قيمة ما قررته من زيادة مقدماً ومن جيوب الفقراء وقبل أن يحل موعد تسليم الرواتب فى نهاية مايو !!! .. وتلازم مع قرار زيادة الأسعار ودون إبطاء نقل عبء هذه الزيادات إلى الفئات التى أرادوا مساعدتها فقام مثلاً السائقون وأصحاب السيارات وفوراً برفع تعريفة الركوب وتعريفة نقل البضائع مما يستتبعه رفع سعر السلع التى يدفع ثمنهاالبسطاء ويتحملوا عبئها أى أن الحكومة فى حقيقة الأمر لم تفعل شئ لمساعدة هؤلاء الناس بل سلبت منهم تلك الزيادة المزعومة حتى قبل أن يقبضوها.. الحكومة فقدت هيبتها وأرتخت قبضتها وضعفت رقابتها ولنا أن ننظر إلى حال الأسواق على إختلافها سواء كان سوق السلع أو سوق العمل وما يجرى فيهما ففى سوق السلع تركت التجار يلتهمون المواطنين ويلهبون ظهورهم كل حين بقفزات جنونية فى الأسعار لا تستند لأى منطق إقتصادى أو غير إقتصادى .. وكذلك تركت التجار يبيعون السلع المقلدة والمهربة والمغشوشة حتى فى الدواء دون خوف أو وجل وعرفت مصر أسوأ عهود الإحتكار وفرض الغلاء القصرى على شعبها الذى لايجد من يدافع عنه .. وفى سوق العمل أطلقت يد أصحاب الأعمال فى إستعباد وإذلال العاملين الذين يقبلون بالأوضاع المذلة والمهينة والشروط المجحفة بسبب البطالة المريعة التى وصلت الى أكثر من 12 مليون مواطن عاطل ولأنه لم يجد من يحميه من تغول أصحاب الأعمال أو يوفر له فرصة عمل كريمة .. والمطلوب هو الإنحياز لبسطاء هذا الوطن وطبقاته الفقيرة والمعدمة والوسطى والتى إنضمت أو كادت تنضم للطبقة العريضة من الشعب وهى الطبقة المعدمة .. لأن تلك الطبقات هى ملح هذا الوطن وزاده وطلائعه الوثابة وهو يرنو إلى آفاق المستقبل . حامد عبد الحليم الأطير .صحفى ومحاسب قانونى hamed_elatiar@yahoo.com

الدم الصرى صار رخيصاً وأحياناً بلا ثمن



مندرة الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية" > دوار "كفـــايــه" > قرأت لك

الدم المصرى صار رخيصاً وأحياناً بلا ثمن

Top of Form

اسم العضو

حفظ البيانات؟

كلمة المرور

Bottom of Form



البحث في المنتدى

Top of Form

Bottom of Form

البحـــــث المتقـــــدم

الذهاب إلى الصفحة...

Top of Form

Bottom of Form

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »



أدوات الموضوع

طرق مشاهدة الموضوع

17-05-2008, 02:08:22 e

#1

الجبرتي

مندراوى نادر


تاريخ التسجيل: Jun 2005

المشاركات: 5,880

معدل تقييم المستوى: 8

الدم المصرى صار رخيصاً وأحياناً بلا ثمن



الدم المصرى صار رخيصاً وأحياناً بلا ثمن
التاريخ: الجمعة 16 مايو 2008
الموضوع: مقالات سياسية


قتل محمد فؤاد عفيفى (البمبوطى ) على أرضه وفى وطنه ووسط أهله وتحت سمع وبصر جيشه الباسل وشعبه المفدى وقيادته الحكيمة أسلم الروح على مياه قناة السويس وبين ضفتيها وكان الزمن قد تجمد عند مايقرب من مائة وخمسون عاما وكأننا نرى موت أحد أجداده الذين حفروا القناة سخرة وإجباراً وإكراهاً من ديليسيبس وأعوانه. وهناك العديد من الأسئلة تطرح نفسها أولها من الذى قتل محمد عفيفى ؟ الذى قتله أحد الأمريكيين من على متن سفينة أمريكية تجارية أثناء عبورها مجرى مائى مصرى وهو قناة السويس . ما الذى دفع الأمريكى لإطلاق النار على محمد عفيفى ؟ الذى دفعه لذلك هو إعتقاده أن المركب الذى كان يستقله عفيفى وزملائه ( البمبوطية ) قد إقترب من سفينته الأمريكية ويريد بها أذى . وهل إقترب المركب من السفينة الأمريكية للحد الذى يدفع قبطانها للشك فيه ؟ لا المركب لم يقترب من السفينة وكان على بعد لايقل عن مائة متر منها . هل تم تحذير المركب قبل إطلاق النار عليه؟ لا ، لم يحدث ذلك مطلقاً . ما هو السلاح المستخدم فى القتل ؟ الذى أُطلق على عفيفى وزملائه رصاص محرم إستخدامه دولياً لأنه يدخل الجسم وينفجر بداخله ويحدثً تهتك لكل أعضاء الجسم الداخلية ويصنع فتحة واسعة عند خروجه منه .
هل تم التحرك من قبل السلطات المصرية وأوقفت السفينة وتحفظت عليها وقبضت على قبطانها

وطاقمها للتحقيق معهم ؟ لا ، لم يحدث ذلك مطلقا، لا السفينة أوقفت ولا الطاقم تم القبض عليه و لا التحقيق تم معه. وهل ما زالت السفينة داخل الحدود المصرية أو داخل مياهنا الإقليمية ؟ لا، السفينة سلكت طريقها وأكملت رحلتها دون أى مضايقة من أحد وظلت تتراقص وتتهادى على مياهنا الإقليمية حتى خرجت منها ووصلت الى المياة التركية . ما الذى تم إتخاذه من إجراءات وقرارات من قبل الحكومة المصرية وخاصة من وزارة الخارجية ؟ قامت بالتعبير عن أسفها وإستنكارها لهذا الحادث وطلبت تفسير لما حدث من قبل الجانب الأمريكى . وهل تم الإعتذار وإبداء الآسف فى حينه من أمريكا تجاه ما حدث ؟ لا رفض السفير الأميركى بالقاهرة الإعتذار الفورى وكذلك فعل البيت الأبيض . وماذا كان رد الفعل المصرى الرسمى تجاه هذا الموقف ؟ لاشئ سوى الإنتظار للإعتذار المتأخر من قبا الجانب الأمريكى . هل أثبتت التحقيقات التى أجرتها السلطات المصرية إنتماء محمد عفيفى لأى من التنظيمات المعادية لأمريكا أو لنظام الحكم فى مصر أو إنتمائه إلى حزب سياسى أوغيره من التنظيمات السياسية غير الحزبية ؟ لا، لم يثبت إنتمائه إلى إياً من ذلك أبداً ، فقط ينتمى الى الفئة العظمى من مصر وهى فئة الباحثين عن رغيف العيش الحلال حتى لو كان حافاً وجافا ً .
ما المهنة التى يمتهنها محمد عفيفى للحصول على رزقه ورزق أولاده ؟
القتيل كان يعمل ( بمبوطى ) والبمبوطى - لمن لايعلم - يقوم ببيع المنتجات المحلية المصرية المتنوعة لربابنة السفن وأطقمها العاملة عليها أثناء عبورها قناة السويس كالأنتيكات الفرعونية والأقمشة والألبسة القطنية وغيرها والتى يحملها فى قارب صغير يصل به لتلك السفن ، وبالطبع الحصول مقابلها على عملات أجنبية ، أى الإسهام بشكل مباشر فى حصيلة النقد الأجنبى للدولة . والآن بعد قرائتك لما سبق لاتحزن ولاتغضب كثيراً للكرامة المصرية التى تم تدنيسها ودهسها من قبل القاتل الأمريكى دون خوف من عقاب أومسائلة فهو يعلم حدود الفعل المصرى الرسمى ولايخشاه ولأنه يعلم أيضاً أن السيد بوش رئيسه وحاميه - وإذا تطلب الأمر وجد الجد وعلا الصوت بالإحتجاج - يستطيع توجيه نظرة نارية توقف الكلمات الغاضبة على الشفاة وتخرس الحناجر وتوقفها عن الصراخ غير المسموح به . لاتحزن كثيراً ولاتحس بالهوان أو الإذلال لقتل عفيفى فقد سبق إذلالنا ودوس كرامتنا وإستحلال دمائنا بسجون الداخل قبل أن يستبيح هذا الأمريكى دمائنا . لقد أصبح المصرى رخيصاً ، ورخص دمه ، رغم أنه والله من أنقى وأغلى وأحر وأطهر الدماء ، لكن حكوماتنا المتوالية تسببت فى ذلك وخاصة عندما تغمض العين عن الأذى الذى يطال المصريين فى بلاد الغربة وجعل أسافل وأراذل الأقوام يتطاولون على المغتربين ويأكلون حقوقهم ويسجنونهم بلا وجه حق وتعتبر كثيراً من السفارات المصرية سفارات سيئة السمعة فى مسألة حماية المغتربين والدفاع عنهم ، فى الوقت الذى تقوم فيه سفارات دويلات صغيرة بواجبها تجاه مواطنيها وتشملهم برعايتها وحمايتها .
وختاماً سأسوق لك واقعة كان طرفاها دولة القاتل الأميركى ودولة القتيل المصرى لتكتشف أن التفريط بدأ منذ زمن وليس الأن ، واليك الواقعة :
فى العام 1985 حدث أن قامت طائرات حربية أمريكية بإعتراض طائرة مصرية وأجبرتها على الهبوط بمطار سيكونيلا بأحد القواعد الجوية التابعة لحلف الناتو والموجودة بصقلية وفور هبوط الطائرة حاصرتها قوات دلتا الأمريكية الموجودة بالقاعدة ورغم تحذير الأيطاليين بعدم الإقتراب أو مهاجمة الطائرة المصرية لأنها تتمتع بالحماية الدبلوماسية وأن أى إعتداء عليها يعتبر عدواناً على مصر وطالبتهم بالإبتعاد ولما لم يجدث ذلك قامت القوات الإيطالية بالقاعدة بمحاصرة قوة دلتا الأمريكية فرد الجانب الأمريكى بتدعيم قواته ومحاصرة القوات الإيطالية فقامت السلطات الإيطالية بإستدعاء قوات الشرطة العسكرية وأعلنت درجة الإستعداد الكبرى وكأنهم فى حالة حرب فتراجع القائد العسكرى الأمريكى وأتخذ قرار بالإنسحاب لتجنب أزمة سياسية كادت أن تحدث بين البلدين . والآن لك أن تسأل لماذا حدث كل هذا ولماذا تذكر تلك القصة ؟ حدث هذا عندما قام أربعة فلسطينين تابعين لجبهة التحرير العربية بزعامة ابو العباس بخطف السفينة الإيطالية أكيلى لاورو من البحر المتوسط لتنفيذ عملية فدائية فى ميناء أشدود الإسرائيلى ونتيجة لحدوث إشتباك بين الطاقم والخاطفين قتل راكب أمريكى وأنهت السلطات المصرية عملية الإختطاف بعد وصول السفينة إلى بورسعيد وعلى أن ينقل الخاطفين إلى تونس لتسليمهم إلى منظمة التحرير الفلسطينية هناك وقامت طائرة مصرية بنقلهم ولكن رفضت تونس ثم اليونان هبوط الطائرة ثم كان ما كان من خطف الطائرات الأمريكية للطائرة المصرية من أجل القبض على الفلسطينين الأربعة ومعهم أبو العباس ومساعده لمحاكمتهم فى أمريكا لقتلهم مواطن أمريكى .!!!
أترى لماذا أذكر تلك القصة ؟ أترى ماذا فعلت أمريكا عندما قتل لها مواطن ؟

لقد خطفت طائرة وكادت تدخل فى مواجهة عسكرية وأزمة سياسية مع دولة حليفة لها وهى إيطاليا من أجل مواطنها ، من أجل كرامتها من أجل كبريائها ، ولك أن تقارن ما فعلته أمريكا من أجل قتل مواطنها وبين موقفنا تجاه قتل المواطن محمد عفيفى . وتجاه رد فعلنا أيامها عندما خطفوا طائرتنا . وكفى .

حامد الأطير . صحفى ومحاسب قانونى
hamed_elatiar@yahoo.com








أتى هذا المقال من الفكر القومي العربي
http://www.alfikralarabi.org/index.php

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.alfikralarabi.org/index.p...ticle&sid=2092